!مجلة الشباب : هدى مهتزة الثقة في نفسها
أنا بالفعل في حاجة إلى مساعدتكم.. عمري 23 عاما، تخرجت مؤخراً في الجامعة، ومشكلتي تتلخص في أنني شخص غير اجتماعي، أو ذكي اجتماعياً. فلا أعرف كيف أتعامل او أشارك في مناقشة مع الآخرين. وفي كثير من الأحيان تتداخل الكلمات و أتلعثم و أعجز عن التعبير عن نفسي. رغم أنني على معرفة جيدة بالموضوع محل المناقشة! وهذا يشعرني بالحزن طوال الوقت، لأنه يظهرني بمظهر الضعيفة التي لا تفهم أو ليس لديها معرفة بالموضوعات التي تدور المناقشة حولها، وهو ما جعل ثقتي في نفسي تهتز! ولا أعرف كيف أتفادى هذا الأمر؟ هدى
لا تحاولي إثارة الإعجاب
عزيزتي هدى، المشكلة التي طرحتها في الحقيقة عبارة عن عدة مشاكل، وليست واحدة! والطريقة الأفضل لمواجهتها هي معالجة كل موضوع على حدة.
أولا عليك تحديد ماهو هدفك من وراء هذه المحادثات؟
بمعني هل عملك يتطلب منك إظهار معرفتك بالموضوعات محل المناقشة؟ أم أنك تحاولين إظهار معرفتك لأسباب اجتماعية، مثل جذب انتباه الآخرين لك وإثارة إعجابهم بك ؟ فأنا أعتقد كما فهمت من رسالتك أنك تريدين إثارة إعجاب الناس بك، والحصول على تقديرهم. ولو كان هذا صحيحاً فعليك أن تعلمي أن ذلك لن يساعدك في تحقيق ما تريدين، بدلاً من أن تظهري أنت لهم ذلك.
كذلك عليك معرفة أن السيطرة على المناقشات مع الآخرين، ليست شيئاً جيداً أو محبوباً.
والأهم هو الإحتفاظ بهدوئك طوال الوقت ، فلو كنت تشعرين بالقلق والتوتر فإن الآخرين سوف يلحظون ذلك، ويجعلهم أيضا غير مرتاحين في وجودك. ونصيحتي لك إذا كنت في إي موقف اجتماعي حاولي التفس بهدوء وعمق، فكلما كنت مرتاحة جسديا ساعدك ذلك على الاحتفاظ بصفاء ذهنك. ويجب أن يكون هدفك الرئيسي هو أن تكوني جزءاً من المجموعة التي تنتمين إليها، واسألي نفسك: ماذا يمكن أن امنحه لهم؟ واعلمي أن انتباهك، مشاركتك، ذوقك و احترامك لهم..هي الطريقة الأسهل والأفضل للحصول على احترام الآخرين. أما لو فكرت في السيطرة على المجموعة أو على المناقشاتن فإن ذلك سوف يجذب انتباه الآخرين لمحاولاتك السيطرة عليهم، وهو ما سيجعلهم يلجأون إلى إشعارك بالتوتر والقلق، وبالتالي سيزيد من توترك وقلقك.
النقطة الأخرى التي تحتاجين التركيز عليها هي أفكارك ..فمن أين جائتك فكرة أنك إنسانة ضعيفة؟! فأنا لا أعتقد أن الأشخاص الذين تريدين الحديث معهم ينظرون إليك هذه النظرة. إذن توقفي عن قراءة أفكار الآخرين، مع الإحتفاظ مرة أخرى بهدوئك.
وعليك أن تعلمي أن الثقة بالنفس ليست شيئاً يمكن الحصول عليه بسهولة، ولكنها نتيجة للخبرة والتفاعل مع الآخرين. و أوافق على أن الشعور بالثقة يجعل الحياة أسهل، ولكنه مع ذلك امر غير مطلوب أو ضروري للحياة! فضلاً عن أنك بمجرد أن تحققي بعض النجاح في حل مشكلتك هذه التي تحدثت عنها، ستزداد ثقتك في نفسك بصورة مباشرة، فقط ركزي على تغيير سلوكك وليس ثقتك بنفسك.
ونصيحتي الأخيرة لك هو أن تجدي شخصاً ما قريبا منك يتمتع بالذكاء الاجتماعي، بصورة طبيعية غير مصطنعة! ثم قومي بملاحظته و مراقبة تصرفاته، وما إذا كانت هناك بعض الصفات أو السمات الشخصية التي يمكنك اكتسابها وتعلمها منه. لأن هذه هي الطريقة التي تعلمنا بها جميعا كيف نحسن التصرف إجتماعيا!
جاريد ألدن، استشاري علم النفس